زعيم “انصارالله” يتحدث عن اتفاق السويد وملف الأسرى والتصعيد العسكري في الحدود وحياته الشخصية اثناء “العدوان”
صواريخنا قادرة على الوصول إلى الرياض ودبي وأبوظبي وأهداف حيوية وحساسة
يمنات – صنعاء
أكد زعيم “انصار الله”، عبدالملك بدرالدين الحوثي، مساء الإثنين 22 إبريل/نيسان 2019، ان الأمريكيون والبريطانيون وسفراء دول أخرى يشاركون في بعض الجولات التفاوضية من بعيد.
وذكر عبدالملك الحوثي، في أول حوار تلفزيوني أجرته معه قناة المسيرة، أن “التحالف السعودي وصل إلى أفق مسدود في هذه المعركة، ونحن أمامنا أفق مهم نتيجة صمودنا في المواجهة، لافتا إلى أن المنطقة بكُلها تشهد مخاضًا عسيرًا وأحداثًا كبيرة مرتبطة بالتدخل الأمريكي والإسرائيلي في صناعة هذه الأحداث”.
واعتبر الحوثي، تشابك الأهداف بين القوى الإقليمية واستغلال مشاكل موجودة بالفعل داخل الساحة اليمنية ساهم في تعقيد المشكلة أكثر فأكثر، قائلا “لدينا أهداف استراتيجية وحيوية وحساسة ومؤثرة يمكن استهدافها في حال القيام بأي تصعيد في الحديدة، وقوى التحالف تفهم ماذا نعني”.
المفاوضات واتفاق السويد
وأوضح عبدالملك الحوثي، أن الحضور في المفاوضات والحوارات إقامة للحجة وكشف للعدو وتفنيد لادعاءاته بأننا لا نريد الحل والسلام: لم يدخل “العدو”، في أي حوار بجدية للوصول إلى حلول منصفة ومنطقية للأزمة.
وذكر: الأمريكيون والبريطانيون وسفراء دول أخرى يشاركون في بعض الجولات التفاوضية من بعيد، لكن توجههم هو إظهار المشكلة أنها يمنية داخلية”.
وأكد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن كل الجولات الماضية كان وفد صنعاء يقدم خلالها رؤية واضحة قائمة على أساس الشراكة، والطرف الآخر كان يتعنت دائمًا”.
ولفت إلى أن اتفاق السويد قام على أساس إعطاء دور رقابي للأمم المتحدة في ميناء الحديدة وتحييد الحديدة عسكريًا مع بقاء وضعها الإداري والأمني مرتبطًا بصنعاء وفق القانون اليمني وأن وجود دور رقابي للأمم المتحدة يشهد على حقيقة اتفاق السويد ببقاء الحديدة مرتبطًة بصنعاء إداريًا وأمنيًا.
وقال ان التحالف السعودي حاول أن يتلف على الموضوع الإداري والأمني في اتفاق الحديدة، وهو يتحمل المسؤولية في إعاقة التنفيذ.
واضاف: قدمنا عروضًا للأمم المتحدة بتنفيذ الخطوات الأولى المتعلقة بالموانئ، لكنها كانت تريد التأخير كي لا تظهر محرجة أمام تعنت الطرف الآخر وإظهار خطوة متقدمة لصالح الطرف الوطني.
وأشار إلى أن هناك فرصة الآن لتنفيذ الخطوة الأولى في اتفاق السويد والوصول إلى تفاهمات بمفهوم عمليات مرتبطة بالموانئ تعتمد على تنفيذ انسحاب أولي من الإماراتيين و”الخونة” من بعض المناطق.
الأسرى وتعاطي التحالف
وحول ملف الأسرى، ذكر عبدالملك الحوثي أن الملف إنساني بالدرجة الأولى وكنا نسعى بجهد حثيث إلى معالجته ونقدم كل العروض.
وقال: قلنا للطرف الآخر أننا جاهزون لتنفيذ اتفاق الأسرى على قاعدة الكل مقابل الكل أو بشكل نسبي، فلم نجد اهتمامًا منهم في هذا الملف، مضيفا “الطرف الآخر يحاول دائمًا أن يتنصل من الاتفاقات والصيغ المتعلقة بمسألة الأسرى”.
وأوضح ان هناك تفاهم تم خلال المفاوضات في الأردن حول الأسرى قائم على أساس دفعة محددة، والطرف الآخر عاد إلى العرقلة والتأخر في تنفيذ ما تم التفاهم عليه، مؤكدا”: جاهزون في ملف الأسرى وفق كل العروض سواء أرادوا دفعة واحدة أو بنسب، ولكن المشكلة هي لدى الطرف الآخر.
وأكد أن الطرف الآخر لا يبالي بأسراه عندنا، مشيرا إلى أن هذا التعامل اللاإنساني في ملف الأسرى يقدم صورة شنيعة عنه.
وقال الحوثي: في الكثير من الحالات يتم التعامل مع الأسرى بشكل وحشي حتى في ميدان المعركة وهناك معاملة لا صلة لها بقيم الإسلام والأخلاق يتعرض لها الأسرى.
وأضاف: دول التحالف لا تتعامل مع الأسرى كدول لها التزامات أخلاقية، بل كمجرمين بكل معنى الكلمة.
تصعيد قوى التحالف
وأوضح عبدالملك أن البريطاني حاضر جنبًا إلى جنب مع الأمريكي في كل ملفات المنطقة وحاضر بشكل كبير في الملف اليمني، مؤكدا أن التحالف يريد السيطرة على اليمن أرضًا وإنسانًا وأن يجعله خاضعًا لأمريكا ومطبعًا مع إسرائيل.
وأكد أن فيتو ترامب على قرار وقف دعم التحالف على اليمن ليس غريبًا، وهو يعني دعمًا لاستمرار “العدوان”، مشيرا على ان الأمريكي يقدم على خطوات تصعيدية خطيرة على مستوى المنطقة.
وقال السيد عبدالملك: لم تُشن حرب على السعودية يومًا ابتداءً من اليمن، وكانت السعودية دائمًا هي المعتدية، لافتا إلى أن السعودية مطالبة بتغيير رؤيتها لليمن بأن يكون ضعيفًا وممزقًا.
وأضاف: مشكلة السعودية ليست في أن لديهم مخاوف من أن يشكل الوضع في اليمن تهديدًا عليهم، بل في سقف العلاقة التي ترغب بأن يكون اليمن خاضعًا وضعيفَا أمامها.
وأشار إلى أن على السعوديين أن يقتنعوا أن الأمر الذي يمثل عامل اطمئنان واستقرار لهم هو قيام علاقة الاحترام المتبادل وحسن الجوار مع اليمن.
وتابع: هناك إمكانية لإيصال الرسائل بيننا وبين السعودية، ولكن هذا يتطلب إرادة جادة منهم في تعديل الرؤية تجاه شكل العلاقة معنا، معتبرا أن الإصرار السعودي على إخضاع اليمن بكل التفاصيل غير مقبول، ونحن لن نقبل بأن نكون لا موظفين ولا وكلاء عندهم.
وحول الإمارات،قال الحوثي، يحشر نفسه في المشكلة في اليمن، وهذا سيشكل مخاطر حقيقية على الاقتصاد عندهم في المستقبل، متوعدا: إذا استمر “العدوان” فإن الاقتصاد الإماراتي والاستثمار هناك سيكون معرضًا لمخاطر حقيقية.
وقال عبدالملك ان الشعب السعودي مكبل لدرجة أنه لا يستطيع أن يخرج في الساحات حتى دعمًا للشعب الفلسطيني، معربا عن أمله أن تتحرر الشعوب المكبلة من قيودها وتتخلص منها في يوم من الأيام.
المحافظات الجنوبية
وعن الوضع في جنوب اليمن، أكد عبدالملك أن هناك وعي يتنامى في المحافظات الجنوبية وإدراك لطبيعة الدور الإجرامي للمحتل المُصادر للحرية والمُنتهك للكرامة وأن هناك أمل في المستقبل لتحرك كبير في الجنوب يحقق الانتصار بطرد المحتل من تلك المحافظات.
ولفت إلى أن أبناء الشعب اليمني متمسكون بالحرية والاستقلال والوحدة والكرامة ورفض المشاريع التقسيمية
التقدم الميداني وإخفاقات السعودية
قال عبدالملك الحوثي، إن العمليات في الحدود حققت نجاحات كبيرة أدت لانهيار الجيش السعودي في هذه الجبهات وأن الأداء القتالي في الحدود كان أداءً فاعلًا حتى اضطرت السعودية لأن تأتي بجيش بديل بعد انهيار كل ألويتها ومواقعها في الحدود.
واعتبر السيد عبدالملك أن التصعيد العسكري في الحدود كبير، وأن هناك عمل ضاغط على النظام السعودي وقوى العدوان.
وسائل الردع وأهداف استراتيجية
وعن خيارات الرد، ذكر عبدالملك أنه إذا استمرت ممارسات “العدوان” الظالمة فإن لشعبنا الحق في تطوير وسائل الردع سواء على مستوى القوة البحرية أو القوة العسكرية بشكل عام.
وقال: لدينا أهداف استراتيجية وحيوية وحساسة ومؤثرة يمكن استهدافها في حال القيام بأي تصعيد في الحديدة، وقوى التحالف تفهم ماذا نعني.
واضاف: صواريخنا قادرة على الوصول إلى الرياض وما بعد الرياض، إلى دبي وأبوظبي وأهداف حيوية وحساسة لدى قوى التحالف، مؤكدا: نسعى لتوفير المزيد من التطوير للقدرة الإنتاجية في مختلف الوحدات العسكرية.
ولفت عبدالملك إلى أن هناك سعي حثيث لدى الخبراء العسكريين في اكتساب الخبرة والمعرفة في مجال التقنيات العسكرية رغم الحصار والوضع الاقتصادي الصعب.
وأكد أن هناك إنتاج لأسلحة مهمة وفعالة في السلاح البحري إضافة لوسائل مؤثرة باتت جاهزة للاستخدام عند الحاجة.
الحياة الشخصية للحوثي
وفي جوانب حياته الشخصية، قال عبدالملك: أعيش في وضع طبيعي لم يتغير إلا في بعض التفاصيل عن الوضع الذي كنت أعيشه قبل “العدوان”.
وأضاف: وضعي في الحياة والنشاط العملي طبيعي جدًا لم يتغير إلا في بعض التفاصيل.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.